كي الكبد بالأشعة التداخلية هو إجراء طبي متقدم يُعرف بالاستئصال الحراري للأورام (Ablation)، ويُعد من التقنيات الفعالة التي تستهدف علاج أورام الكبد الأولية أو الثانوية دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة. تعتمد هذه التقنية على استخدام الحرارة أو البرودة الشديدة لتدمير الخلايا السرطانية، وتُعد خيارًا مثاليًا للأورام الصغيرة التي يقل حجمها عن 5 سنتيمترات، خاصةً إذا كانت الجراحة غير ممكنة بسبب موقع الورم أو حالة المريض الصحية العامة.
يُنفذ هذا الإجراء تحت توجيه دقيق من الأشعة التشخيصية مثل الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية، مما يسمح لأطباء الأشعة التداخلية بإيصال أدوات العلاج إلى الورم بدقة متناهية. إن الهدف الرئيسي من هذا الإجراء هو القضاء على الورم بالكامل مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة الكبدية السليمة، مما يضمن تعافيًا أسرع ومضاعفات أقل مقارنةً بالجراحة التقليدية.
كيفية عمل تقنية كي الكبد
يتم إجراء عملية كي الكبد في غرفة عمليات مجهزة خصيصًا للأشعة التداخلية، وتتم خطواتها بدقة عالية:
- التخدير: يُجرى الإجراء عادةً تحت التخدير الموضعي، وفي بعض الحالات النادرة قد يُستخدم التخدير العام، وذلك حسب حجم الورم وموقعه وحالة المريض.
- إدخال الإبرة: يقوم الطبيب بإدخال إبرة رفيعة ومتخصصة من خلال الجلد مباشرة إلى الورم. يتم توجيه الإبرة بدقة باستخدام أجهزة التصوير الطبي لضمان وصولها إلى المنطقة المستهدفة دون إلحاق الضرر بالأوعية الدموية أو الأعضاء المجاورة.
- تدمير الورم: بمجرد وصول الإبرة إلى الورم، يتم توصيلها بجهاز يُطلق طاقة حرارية أو موجات ميكروية لتدمير الخلايا السرطانية. تستمر هذه العملية لعدة دقائق، ويقوم الطبيب بمراقبة تأثيرها على الشاشة للتأكد من القضاء على الورم بالكامل.
- الانتهاء من الإجراء: بعد التأكد من تدمير الورم، تُسحب الإبرة ويتم تغطية مكان الإدخال بضمادة صغيرة. يمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم أو اليوم التالي.
أنواع تقنيات كي الكبد
تختلف التقنيات المستخدمة في كي الكبد حسب نوع الطاقة المستخدمة لتوليد الحرارة:
- الكي بالترددات الراديوية (RFA): تستخدم هذه التقنية تيارًا كهربائيًا عالي التردد لتوليد حرارة عالية جدًا (تصل إلى 100 درجة مئوية) حول طرف الإبرة. هذه الحرارة تعمل على حرق الخلايا السرطانية وتدميرها.
- الكي بالموجات الميكروية (MWA): تُستخدم هذه التقنية موجات كهرومغناطيسية لتوليد حرارة في الأنسجة. تتميز تقنية الموجات الميكروية بقدرتها على علاج الأورام الأكبر حجمًا وبشكل أسرع، كما أنها أقل تأثرًا بتدفق الدم القريب من الورم، مما يجعلها خيارًا فعالًا في بعض الحالات.
مزايا كي الكبد بالأشعة التداخلية
يقدم هذا الإجراء العديد من المزايا التي تجعله خيارًا علاجيًا مفضلاً للعديد من المرضى:
- إجراء بسيط وغير جراحي: لا يتطلب شقًا جراحيًا كبيرًا، مما يقلل من الألم والمخاطر المصاحبة للجراحة التقليدية.
- فترة تعافٍ قصيرة: يمكن للمريض العودة إلى حياته الطبيعية في غضون أيام قليلة.
- دقة عالية: يتيح التوجيه بالأشعة استهداف الورم بدقة، مما يقلل من الضرر الواقع على الأنسجة السليمة.
- مناسب للحالات التي لا تخضع للجراحة: يُعد خيارًا علاجيًا فعالًا للمرضى الذين يعانون من حالات صحية تمنعهم من الخضوع لعملية جراحية كبرى.
في الختام، يُعد كي الكبد بالأشعة التداخلية من التقنيات العلاجية الحديثة التي قدمت أملًا كبيرًا للمرضى المصابين بأورام الكبد. ومع التطور المستمر في هذا المجال، تزداد فعالية هذه التقنية وقدرتها على تحقيق نتائج ممتازة. من المهم دائمًا استشارة فريق طبي متخصص لتحديد ما إذا كان هذا الإجراء هو الخيار الأنسب لحالتك الصحية.