تُعرف المياه الزرقاء، أو الجلوكوما، بأنها مجموعة من أمراض العين التي تتسبب في تلف العصب البصري، وهو العصب المسؤول عن نقل المعلومات البصرية من العين إلى الدماغ. إذا تُركت دون علاج، يمكن أن تؤدي الجلوكوما إلى فقدان البصر الدائم. ولسوء الحظ، غالبًا ما يطلق عليها "سارق البصر الصامت" لأنها لا تظهر أعراضًا واضحة في مراحلها المبكرة.
ما هي أعراض الجلوكوما؟
تختلف أعراض الجلوكوما باختلاف نوعها ومرحلة تطورها. في معظم الحالات، خاصةً الجلوكوما مفتوحة الزاوية (النوع الأكثر شيوعًا)، لا توجد أعراض ملحوظة في البداية. يتطور فقدان البصر ببطء شديد، وغالبًا ما يلاحظه المريض فقط عندما يكون الضرر كبيرًا. عادةً ما يبدأ فقدان البصر من الأطراف (الرؤية المحيطية) ويتقدم تدريجيًا نحو المركز.
في المقابل، قد تظهر الجلوكوما مغلقة الزاوية الحادة فجأة وبشكل دراماتيكي مع أعراض مثل:
- ألم شديد في العين أو حولها.
- احمرار العين.
- رؤية هالات حول الأضواء.
- غثيان وقيء.
- تشوش الرؤية أو فقدان مفاجئ للبصر.
أهمية الفحص المبكر
يؤكد الدكتور نادر ممتاز، استشاري طب وجراحة العيون، على الأهمية القصوى للفحص الدوري للعين للكشف عن الجلوكوما في مراحلها المبكرة. ويقول: "الكشف المبكر هو مفتاح الحفاظ على الرؤية. بمجرد حدوث تلف للعصب البصري بسبب الجلوكوما، لا يمكن استعادته. لذلك، الفحوصات المنتظمة، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي للمرض أو عوامل خطر أخرى، أمر حيوي."
تشمل عوامل الخطر الشائعة للجلوكوما:
- التاريخ العائلي للإصابة بالجلوكوما.
- العمر، خاصة لمن تجاوزوا سن الستين.
- ارتفاع ضغط العين.
- أمراض أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
- قصر النظر الشديد.
- استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات لفترات طويلة.
التشخيص والعلاج
يعتمد تشخيص الجلوكوما على مجموعة من الاختبارات التي تشمل قياس ضغط العين، وفحص العصب البصري، واختبار مجال الرؤية. بمجرد التشخيص، تهدف العلاجات إلى تقليل ضغط العين لمنع المزيد من التلف. يمكن أن يشمل العلاج:
- قطرات العين: وهي الخيار الأول لمعظم الحالات.
- العلاج بالليزر: لتقليل ضغط العين.
- الجراحة: في بعض الحالات المتقدمة.
لا يمكن الشفاء من الجلوكوما، ولكن يمكن التحكم فيها بفعالية لمنع فقدان البصر إذا تم تشخيصها وعلاجها في الوقت المناسب. لذا، لا تنتظر ظهور الأعراض، بادر بالفحص الدوري لعينيك.
