لطالما كانت السمنة عائقًا حقيقيًا أمام حياتي اليومية، فقد جرّبت كل ما يمكن تجربته من حميات غذائية، وتمارين رياضية، وحتى برامج مكثفة لفقدان الوزن، ولكن بدون جدوى تُذكر. كنت أصل إلى مرحلة أفقد فيها بضعة كيلوجرامات، ثم أستعيدها بسرعة أكبر، مما جعلني أشعر بالإحباط المستمر. وعندما بدأ الطبيب يناقش معي خيار الجراحة، كنت خائفة من الفكرة. لكن بعد البحث والاستشارة، اكتشفت علاج السمنة بمونجارو، وهنا بدأت رحلتي الحقيقية. لم أكن أتخيل أني سأخسر 20 كيلوجرامًا دون الحاجة إلى مشرط جراحي أو ألم مزمن. يمكنكم قراءة تفاصيل تجربتي مع علاج السمنة بمونجارو في هذا المقال الذي أشاركه بشفافية كاملة.
البداية: ما قبل مونجارو
كنت أعاني من زيادة الوزن منذ سنوات، وبلغ وزني 98 كيلوجرامًا مع أن طولي لا يتجاوز 160 سم. هذا يعني أن مؤشر كتلة جسمي كان أعلى من 38، مما يندرج ضمن فئة السمنة المفرطة. إلى جانب الجانب الجمالي، كانت هناك مشاكل صحية بدأت تظهر: ارتفاع في ضغط الدم، إرهاق دائم، وألم في المفاصل. شعرت أن جسدي ينهار ببطء.
مع تراكم المعاناة، بدأت أفكر في الخيارات الطبية، وظهر أمامي خيار الجراحة. لكنني كنت خائفة من التخدير، فترة النقاهة، والمضاعفات المحتملة. في إحدى الجلسات مع طبيبي، اقترح عليّ تجربة علاج جديد نسبيًا يُعرف باسم "مونجارو".
ما هو مونجارو ولماذا وافقت على تجربته؟
مونجارو هو دواء يُحقن أسبوعيًا، تمت الموافقة عليه أولًا لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، ولكن سرعان ما أثبت فعاليته في تقليل الوزن بطريقة مذهلة. آلية عمله تعتمد على استهداف مستقبلات GIP وGLP-1، وهي المسؤولة عن التحكم في الشهية وتنظيم مستويات السكر في الدم. هذا التأثير المزدوج يجعل الجسم يشعر بالشبع لفترة أطول، ويقلل من رغبة الأكل العاطفي أو التلقائي.
ما شجعني أكثر هو أن هذا العلاج لا يتطلب أي تدخل جراحي، ولا يحتاج إلى تغييرات جذرية في الحياة اليومية، فقط التزام وانضباط بسيط.
الشهر الأول: بداية التحول
في الأسبوع الأول من استخدام مونجارو، لاحظت انخفاضًا كبيرًا في شهيتي. لم أعد أشتاق لتناول الحلويات أو الوجبات السريعة كما كنت سابقًا. أصبحت أتناول وجبات أصغر وببطء، دون الشعور بالحرمان.
خلال أول شهر، خسرت حوالي 4 كيلوجرامات، وهو رقم كبير مقارنة بمحاولاتي السابقة. ولكن الأهم من الرقم، هو أنني كنت أشعر بطاقة خفيفة وجديدة تسري في جسمي.
من الشهر الثاني إلى السادس: فقدان مستمر بدون مجهود كبير
بدأت ألاحظ تغييرًا واضحًا في ملابسي، أصبحت المقاسات التي كنت أجد صعوبة في ارتدائها تناسبني بسهولة. شعرت أن جسدي يتخلص من "الحِمل" الذي كان يثقله منذ سنوات.
بحلول نهاية الشهر الثالث، كنت قد خسرت ما يقارب 10 كيلوجرامات، ومع بداية الشهر السادس وصلت إلى 16 كيلوجرامًا.
ولم يكن هذا نتيجة حرمان قاسٍ أو ممارسة رياضية مرهقة. بل ساعدني مونجارو في إعادة برمجة علاقتي مع الطعام: لم أعد أتناول الطعام بدافع التوتر أو الملل، بل أصبحت أتناوله عندما أحتاج إليه فقط.
ماذا عن الآثار الجانبية؟
بصراحة، في بداية الاستخدام عانيت من بعض الأعراض الخفيفة مثل الغثيان بعد الحقن، خاصة في الجرعات الأولى. لكنها كانت مؤقتة وزالت بسرعة. لم أشعر بأي ألم أو مضاعفات كبيرة.
تابعت مع طبيبي بانتظام، وتم تعديل الجرعة تدريجيًا لضمان استجابة جسدي بشكل مناسب دون أي إجهاد.
الشهر الثامن: النتيجة النهائية
وصلت إلى وزني الحالي: 78 كيلوجرامًا. خسرت 20 كيلوجرامًا في أقل من 9 أشهر، وبدون أي عملية جراحية، وبدون آلام، وبدون الشعور أنني محرومة من شيء.
لكن التغيير لم يكن جسديًا فقط، بل نفسيًا أيضًا. شعرت أنني استعدت ثقتي بنفسي، واستعدت طاقتي، وبدأت في ممارسة الرياضة بشكل خفيف، لمجرد أنني أصبحت أستمتع بالحركة دون تعب.
أهم الدروس التي تعلمتها من تجربتي مع مونجارو
الصبر مهم: النتائج لا تحدث بين ليلة وضحاها، ولكنها ثابتة ومستدامة.
المتابعة الطبية ضرورية: لا أنصح باستخدام هذا العلاج دون إشراف طبي متخصص.
العلاج ليس سحرًا: صحيح أن مونجارو فعال، لكنه يعمل بشكل أفضل عندما نقترن استخدامه بعادات صحية حتى لو بسيطة.
الصحة النفسية مهمة: عندما يقل وزنك وتشعر بالرضا عن نفسك، تتحسن حالتك النفسية بشكل كبير.
لمن أنصح بهذا العلاج؟
إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة المزمنة.
إذا جربت حميات غذائية كثيرة دون نتائج.
إذا كنت تفكر في الجراحة لكنك تخاف منها.
إذا كنت تريد إنقاص وزنك بطريقة طبية وآمنة ومدروسة.
علاج السمنة بمونجارو قد يكون نقطة التحول التي تنتظرها.
الخلاصة
مونجارو لم يكن مجرد دواء بالنسبة لي، بل كان بداية جديدة لحياتي. استطعت أن أخسر 20 كيلوجرامًا دون جراحة، دون ألم، وبدون الدخول في دوامة الحرمان الغذائي. إنه علاج أثبت لي أن الإرادة وحدها قد لا تكون كافية أحيانًا، ولكن عندما يُضاف إليها حل طبي فعال مثل مونجارو، تكون النتيجة استثنائية.
ولكل من يفكر في بدء رحلته نحو وزن صحي، أو يبحث عن استشارة متخصصة، أنصحكم بزيارة عيادة تجميل في دبي. لديهم فريق طبي محترف يقدم استشارات متخصصة في مجال حقن التخسيس والعلاجات الطبية الحديثة، بما في ذلك مونجارو، ضمن بيئة مهنية راقية وآمنة.