ما هي عملية قطع وتر الكتف
تُعد عملية قطع وتر الكتف من الجراحات الدقيقة التي تُجرى لعلاج التمزقات أو الانفصال الكامل في أوتار الكتف، وغالبًا ما تكون نتيجة إصابة حادة أو إجهاد مزمن في العضلات المحيطة بالمفصل. تهدف العملية إلى إعادة توصيل الوتر بالعظام واستعادة قوة وحركة الكتف بشكل طبيعي. يتم تنفيذها باستخدام تقنيات حديثة مثل المنظار الجراحي الذي يقلل من الألم وفترة النقاهة مقارنة بالجراحة التقليدية المفتوحة.

أسباب تمزق أوتار الكتف
يحدث تمزق الأوتار عادة نتيجة عوامل متعددة، منها التقدم في العمر الذي يؤدي إلى ضعف الأنسجة، أو ممارسة أنشطة تتطلب رفع الذراعين بشكل متكرر مثل السباحة أو رفع الأثقال. كما يمكن أن يحدث التمزق بسبب إصابة مفاجئة أثناء السقوط أو أثناء رفع جسم ثقيل. في بعض الحالات، يؤدي الالتهاب المزمن في مفصل الكتف إلى تلف تدريجي في الأوتار.

الأعراض التي تستدعي التدخل الجراحي
من أبرز أعراض تمزق أوتار الكتف الشعور بألم حاد عند تحريك الذراع، وضعف واضح في قوة الكتف، وصعوبة في رفع اليد إلى الأعلى أو القيام بالأعمال اليومية. قد يسمع المريض صوت طقطقة عند الحركة، مع حدوث تورم أو تصلب في المفصل. عندما تفشل العلاجات التحفظية مثل العلاج الطبيعي أو الأدوية في تخفيف الأعراض، يصبح التدخل الجراحي هو الحل الأمثل لاستعادة وظيفة الكتف.

التحضير قبل العملية
قبل إجراء العملية، يخضع المريض لفحوصات دقيقة تشمل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي لتحديد مدى الضرر في الوتر. كما يُطلب من المريض التوقف عن تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر على التجلط. يشرح الطبيب تفاصيل الإجراء والمضاعفات المحتملة لضمان استعداد المريض الكامل نفسيًا وبدنيًا قبل الجراحة.

خطوات إجراء العملية
تُجرى العملية عادة تحت تخدير كلي أو نصفي. يستخدم الجراح المنظار لإجراء شقوق صغيرة في الكتف تسمح بإدخال أدوات دقيقة لإصلاح الوتر. يتم تنظيف المنطقة المتضررة، ثم يُعاد تثبيت الوتر إلى العظم بواسطة خيوط أو دعامات خاصة تساعد على التئام الأنسجة. في بعض الحالات التي يكون فيها القطع كاملاً، قد يُستخدم طُعم نسيجي لتقوية المنطقة المصابة وضمان عودة الحركة الطبيعية.

فترة التعافي بعد العملية
تبدأ مرحلة التعافي مباشرة بعد العملية، حيث يُوضع الكتف في حمالة طبية لتثبيته لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع حسب شدة الحالة. خلال هذه الفترة، يُنصح المريض بتجنب تحريك الكتف لتجنب الضغط على الوتر الذي تم إصلاحه. بعد ذلك، يبدأ برنامج العلاج الطبيعي بشكل تدريجي لاستعادة القوة والمرونة في المفصل.

دور العلاج الطبيعي في التعافي
العلاج الطبيعي هو جزء أساسي من نجاح العملية، إذ يساعد في تحسين حركة الكتف ومنع التيبس. يشمل البرنامج تمارين بسيطة في البداية لزيادة مدى الحركة، ثم تدريبات مقاومة خفيفة لتقوية العضلات. الالتزام بالجلسات المنتظمة بإشراف مختص يسرّع من عملية الشفاء ويقلل من احتمالية تكرار الإصابة.

نتائج العملية ونسبة النجاح
تحقق هذه العملية نسب نجاح عالية تصل إلى أكثر من 90% في استعادة حركة الكتف وتحسين الألم. يعتمد النجاح على عدة عوامل منها عمر المريض، حجم التمزق، ومدى الالتزام بالعلاج التأهيلي بعد الجراحة. معظم المرضى يتمكنون من العودة إلى أعمالهم اليومية بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من العملية، بينما الرياضيون يحتاجون إلى فترة أطول قبل العودة إلى النشاط الكامل.

المضاعفات المحتملة وكيفية تجنبها
مثل أي عملية جراحية، قد تحدث بعض المضاعفات البسيطة مثل التورم أو الألم المؤقت بعد الجراحة. في حالات نادرة، قد يحدث التهاب أو فشل في التئام الوتر. لتجنب هذه المضاعفات، يجب اتباع تعليمات الطبيب بدقة، والحفاظ على نظافة الجرح، وتجنب أي حركة مفاجئة للكتف خلال الأسابيع الأولى. كما أن التوقف عن التدخين والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالبروتين يساعد في تسريع عملية الشفاء.

العوامل التي تحدد اختيار نوع العملية
يعتمد قرار الطبيب بشأن نوع الإجراء الجراحي على عدة عوامل، منها حجم القطع وموقعه، وعمر المريض، ومدى تضرر الأنسجة المحيطة. في بعض الحالات البسيطة يمكن الاكتفاء بالإصلاح بالمنظار، أما في الحالات المعقدة فقد يلجأ الطبيب إلى جراحة مفتوحة أو ترقيع الأوتار. الهدف في النهاية هو إعادة التوازن بين العضلات والأوتار لضمان حركة طبيعية خالية من الألم.

الخلاصة
تُعد عملية قطع وتر الكتف من الإجراءات الدقيقة والفعّالة التي تمنح المرضى فرصة حقيقية لاستعادة حركة الكتف والتخلص من الألم المزمن. بفضل التقدم في تقنيات المناظير الجراحية وبرامج التأهيل الحديثة، أصبحت فترة التعافي أقصر والنتائج أكثر استقرارًا. الالتزام بالتعليمات الطبية والعلاج الطبيعي بعد العملية هو المفتاح الرئيسي لضمان شفاء تام وعودة الحياة اليومية إلى طبيعتها دون قيود