الجلوكوما، أو ما يعرف بـ**"المياه الزرقاء"**، هي مجموعة من أمراض العين التي تتسبب في تلف العصب البصري، وهو العصب الذي ينقل المعلومات البصرية من العين إلى الدماغ. غالبًا ما يرتبط هذا التلف بارتفاع الضغط داخل العين، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا حتى مع ضغط العين الطبيعي. إذا لم تُعالج الجلوكوما، يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر الدائم والعمى.
أعراض المياه الزرقاء
تكمن خطورة الجلوكوما في كونها غالبًا ما تكون "سارق البصر الصامت". في مراحلها المبكرة، قد لا تظهر أي أعراض ملحوظة، مما يجعل الكشف المبكر صعبًا. ومع تطور المرض، تبدأ الأعراض في الظهور تدريجيًا:
- فقدان الرؤية المحيطية (الطرفية): هذا هو العرض الأكثر شيوعًا في البداية. قد لا يلاحظ الشخص هذا الفقدان إلا عندما يصبح كبيرًا، حيث يركز الدماغ على الرؤية المركزية.
- رؤية هالات حول الأضواء: خاصة في الليل.
- ألم في العين أو صداع: قد يحدث هذا في بعض أنواع الجلوكوما، خاصة الجلوكوما حادة الزاوية.
- احمرار العين.
- غثيان وقيء: في حالات الجلوكوما حادة الزاوية.
- رؤية ضبابية أو غير واضحة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض قد تختلف باختلاف نوع الجلوكوما.
أهمية الكشف المبكر
يؤكد الدكتور نادر ممتاز، أستاذ طب وجراحة العيون، على أهمية الكشف المبكر والدوري عن الجلوكوما، خاصة للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر مثل تاريخ عائلي للمرض، أو السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو التقدم في العمر. "الفحص الدوري للعين يمكن أن يكشف عن الجلوكوما قبل أن تسبب تلفًا كبيرًا للعصب البصري،" يقول الدكتور نادر ممتاز. "بمجرد أن يحدث التلف، لا يمكن عكسه، ولكن العلاج يمكن أن يبطئ أو يوقف تقدم المرض."
العلاج
يهدف علاج الجلوكوما إلى خفض ضغط العين لمنع المزيد من التلف للعصب البصري. تشمل طرق العلاج:
- قطرات العين: هي العلاج الأكثر شيوعًا وتساعد على خفض ضغط العين.
- العلاج بالليزر: يستخدم لفتح زاوية التصريف في العين أو لتقليل إنتاج السائل داخل العين.
- الجراحة: في بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية لتحسين تصريف السائل من العين.
في الختام، لا يمكن التأكيد بما فيه الكفاية على أهمية الفحص المنتظم للعين للكشف المبكر عن الجلوكوما. فالحفاظ على بصرك يبدأ بالوعي والوقاية.
