اسباب المياة البيضاء على العين
تُعرف المياه البيضاء، أو إعتام عدسة العين (Cataract)، بأنها حالة شائعة جدًا تُصيب العين وتؤدي إلى تغيّم أو إعتام العدسة الطبيعية الشفافة الموجودة داخل العين. هذه العدسة تعمل على تجميع الضوء وتركيزه على الشبكية لتكوين صورة واضحة. عندما تصبح العدسة معتمة، تُصبح الرؤية ضبابية وغير واضحة، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصاب. فهم الأسباب وراء هذه الحالة يُعد خطوة أساسية نحو الوقاية والتعامل معها.
كيف تتكون المياه البيضاء؟
تتكون عدسة العين بشكل أساسي من الماء والبروتينات. مع التقدم في العمر، أو نتيجة لعوامل أخرى، تبدأ هذه البروتينات في التجمع والتكتل معًا، مما يُسبب ضبابية في جزء من العدسة أو كلها. هذا التكتل يُعيق مرور الضوء بوضوح إلى الشبكية، فينتج عنه تشوش في الرؤية.
الأسباب الرئيسية للمياه البيضاء
تتعدد أسباب إعتام عدسة العين، ولكن السبب الأكثر شيوعًا هو التقدم في العمر. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة عوامل أخرى تُساهم في تطورها:
- التقدم في العمر (Age-Related Cataracts):هذا هو السبب الأكثر شيوعًا. مع مرور الوقت، تبدأ البروتينات في عدسة العين بالتكسر والتجمع، مما يؤدي إلى إعتامها. عادةً ما تظهر المياه البيضاء المرتبطة بالعمر بعد سن الأربعين أو الخمسين، وتزداد شيوعًا مع التقدم في السن.
- الإصابات العينية (Traumatic Cataracts):يمكن أن تؤدي إصابة مباشرة للعين، سواء كانت قوية أو خفيفة، إلى تلف العدسة وتكون المياه البيضاء بعد فترة، قد تمتد من بضعة أشهر إلى سنوات.
- الأمراض المزمنة (Secondary Cataracts):بعض الأمراض الجهازية تُزيد من خطر الإصابة بالمياه البيضاء. أبرزها:
- مرض السكري: يُعد مرض السكري من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمياه البيضاء وتُسرع من تطورها، حتى في سن مبكرة.
- بعض أمراض العيون الأخرى: مثل الجلوكوما الحادة أو الالتهابات المزمنة داخل العين (التهاب القزحية).
- الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية:بعض الأدوية، وخاصة الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون) عند استخدامها لفترات طويلة، سواء كانت قطرات للعين أو أقراصًا فموية، يمكن أن تُسرع من تطور المياه البيضاء.
- التعرض للأشعة فوق البنفسجية (UV Radiation):التعرض المفرط والمزمن لأشعة الشمس فوق البنفسجية دون حماية كافية للعين يُعتبر عامل خطر لتطور المياه البيضاء.
- التاريخ العائلي:إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالمياه البيضاء في سن مبكرة، فقد يزيد ذلك من احتمالية الإصابة بها.
- المياه البيضاء الخلقية (Congenital Cataracts):في بعض الحالات النادرة، يُولد الأطفال بالمياه البيضاء. قد تكون هذه نتيجة للوراثة، أو لتعرض الأم لعدوى معينة أثناء الحمل (مثل الحصبة الألمانية)، أو لأسباب غير معروفة.
رأي الدكتور نادر ممتاز
يُشدد الدكتور نادر ممتاز، أستاذ طب وجراحة العيون، على أهمية الفحوصات الدورية للعين، خاصة مع التقدم في العمر أو وجود عوامل خطر. يقول الدكتور ممتاز: "المياه البيضاء حالة طبيعية تحدث لمعظم الناس مع التقدم في السن، ولكنها لا تعني العمى بالضرورة. التشخيص المبكر يُمكّننا من متابعة تطور الحالة وتقديم العلاج في الوقت المناسب." ويُضيف: "العملية الجراحية لإزالة المياه البيضاء هي من أكثر العمليات أمانًا وفعالية في طب العيون، وتُحسن من جودة حياة الملايين حول العالم."
الوقاية والعلاج
بينما لا يمكن منع تكون المياه البيضاء بشكل كامل، يمكن لبعض الإجراءات أن تُقلل من خطر تطورها أو تُبطئ من تقدمها، مثل: حماية العينين من الشمس باستخدام النظارات الشمسية، التحكم الجيد في مستويات السكر في الدم لمرضى السكري، وتجنب التدخين.
العلاج الوحيد الفعال للمياه البيضاء هو الجراحة. في هذه الجراحة، يتم إزالة العدسة الطبيعية المعتمة واستبدالها بعدسة اصطناعية شفافة داخل العين. تُعد هذه الجراحة آمنة جدًا وفعالة للغاية في استعادة الرؤية الواضحة.
إذا كنت تُلاحظ أي تغيرات في رؤيتك، فلا تتردد في استشارة طبيب العيون لتقييم حالتك.
