تُعرف المياه البيضاء، أو إعتام عدسة العين (Cataract)، بأنها حالة شائعة جدًا تُصيب العين وتُؤثر على وضوح الرؤية. تُشير إلى تغيّم أو إعتام في العدسة الطبيعية الشفافة الموجودة داخل العين، مما يُعيق مرور الضوء بشكل سليم إلى الشبكية. تتطور هذه الحالة تدريجيًا، وغالبًا ما تبدأ دون أعراض ملحوظة، لكنها تُسبب ضعفًا متزايدًا في الرؤية إذا لم تُعالج.
كيف تتطور أعراض المياه البيضاء؟
في المراحل المبكرة، قد لا يلاحظ الشخص المصاب بالمياه البيضاء أي تغييرات كبيرة في رؤيته. وذلك لأن الإعتام قد يكون صغيرًا ويُصيب جزءًا غير حيوي من العدسة. ومع تقدم الحالة وزيادة مساحة الإعتام، تبدأ الأعراض في الظهور وتزداد سوءًا بمرور الوقت:
- ضبابية الرؤية أو الرؤية الغائمة: تُعد هذه من أولى وأبرز الأعراض. يصف المرضى رؤيتهم بأنها "غائمة"، "ضبابية"، أو كأنهم يرون من خلال "نافذة متسخة".
- صعوبة الرؤية في الليل أو في الإضاءة الخافتة: يُصبح من الصعب القيادة ليلًا أو الرؤية بوضوح في الظروف قليلة الإضاءة، حيث يُقلل الإعتام من كمية الضوء الواصلة للعين.
- الحساسية للضوء والوهج (Glaring): قد يشعر المريض بانزعاج شديد من الأضواء الساطعة، سواء كانت من الشمس، مصابيح السيارات الأمامية، أو الأضواء الداخلية. قد يرى المريض هالات حول مصادر الضوء.
- بهتان أو اصفرار الألوان: تبدو الألوان أقل حيوية أو باهتة، وقد يلاحظ المريض أن الألوان البيضاء أصبحت تميل إلى الاصفرار.
- تغيرات متكررة في وصفة النظارة الطبية: قد يجد الشخص نفسه بحاجة إلى تغيير قياسات نظارته الطبية بشكل متكرر في فترة قصيرة، حيث تُحاول العين التكيف مع التغيرات في العدسة.
- ازدواج الرؤية في عين واحدة (Monocular Diplopia): في بعض الحالات، قد يرى الشخص صورتين للشيء الواحد باستخدام عين واحدة فقط، نتيجة لتشتت الضوء داخل العدسة المعتمة.
- صعوبة في القراءة والمهام القريبة: قد تُصبح الحروف غير واضحة ويصعب تمييز التفاصيل الدقيقة اللازمة للقراءة أو القيام بالأعمال اليدوية القريبة.
- الحاجة إلى إضاءة أكثر سطوعًا: قد يحتاج الشخص إلى إضاءة أقوى عند القراءة أو أداء المهام التي تتطلب رؤية دقيقة.
أهمية التشخيص المبكر
يُشدد الدكتور نادر ممتاز، أستاذ طب وجراحة العيون، على أهمية الفحوصات الدورية للعين، خاصة مع التقدم في العمر. يقول الدكتور ممتاز: "على الرغم من أن أعراض المياه البيضاء تتطور تدريجيًا، فإن الكشف المبكر عنها يُمكننا من متابعة تطور الحالة وتحديد التوقيت الأمثل للتدخل الجراحي. لا يجب الانتظار حتى يُصبح ضعف البصر شديدًا لدرجة التأثير على جودة الحياة اليومية." ويُضيف: "العملية الجراحية للمياه البيضاء آمنة جدًا وفعالة للغاية في استعادة الرؤية، وكلما كانت المياه البيضاء في مراحلها الأولى، كانت العملية أسهل والتعافي أسرع."
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا لاحظت أي من الأعراض المذكورة أعلاه، أو أي تغيرات في رؤيتك تُؤثر على أنشطتك اليومية، فمن الضروري تحديد موعد مع طبيب العيون. الفحص الشامل للعين هو الطريقة الوحيدة لتشخيص المياه البيضاء وتحديد مدى تأثيرها على بصرك.
تذكر أن المياه البيضاء حالة قابلة للعلاج، والتدخل في الوقت المناسب يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في الحفاظ على جودة رؤيتك.
